لا أصدق ما أراه وما أسمعه، المشهد واضح جلى، هناك معارضون للإخوان وهناك مؤيدون، ومما لا يدع مجالا للشك أن ما رأيناه يوم ٣٠/٦ يحسم المسألة، أعداد لم تخرج ضد حاكم فى تاريخ البشرية، وأضعاف أضعاف المؤيدين، إذن أغلبية مطلقة للشعب تعارض، والدكتور مرسى كان واضحا (سوف أنزل وقتها على رغبة الناس)، ثم إنه قد انضم إلى أغلبية الشعب الجيش والشرطة، وليس غريباً عليهم فهم الشعب وكل بيت فيه إما فردا فى الجيش أو فى الشرطة، وعليه أصبح الرئيس المنتخب يعارضه الشعب (أغلبية واضحة) وجميع مؤسسات الدولة فماذا يفعل العاقل الحكيم؟ هل يقف أم هذه الجحافل تحت ضغط المؤيدين الذين هم أقل بكثييير؟
لقد أراد الله أن ينتهى حكم جماعة الإخوان المسلمين فى مصر لحكمة هو يعلمها.. ربما أراد الله أن يدخر مجهود الجماعة لأعمال الدعوة والخدمة المجتمعية التى يبرعون فيها ويقومون بها على خير وجه.
أقول لأصدقائى الذين سيفيقون من عنادهم قريبًا- إن شاء الله- إن مصر تحتاجكم والإسلام يحتاجكم.. «مرسى» ليس إلهًا ولا رسولاً ولا حتى نجح فى أن يكون رئيسًا.. وربما خرج منكم أنتم رئيس به مواصفات الرئاسة والزعامة والقيادة، فلا تحرموا وطنكم من هذا الشرف.. ولا تنزووا مرة أخرى وتعودوا إلى ممارسة أفعالكم فى الظلام.. لا تنفصلوا عن المجتمع.. لقد رفض المجتمع «محمد مرسى» كرئيس، ولكنه لم يرفضكم أنتم كرؤساء.. ولم يرفضه هو شخصيًا كمواطن صالح له ما له وعليه ما عليه.
لقد ألقت قيادات التيارات الدينية بخيرة شباب مصر فى مواجهات دامية وغير متكافئة، على حين هربت تلك القيادات من الأبواب الخلفية ولم تعرض نفسها ولا ذويها ولا أولادها لهذه المواجهات.
لقد تكشف المشهد بشكل لا يدع مجالاً للجدال، وأصبح جليًّا الآن أن السياسة تلوّن وتغيّر فى المواقف، وتنازلات، وكل هذه الصفات يمكن أن نوصم بها ديننا الحنيف.. لقد شاهدنا رموز وقيادات التيارات الدينية تدعو إلى الاحتشاد، ثم لا تجبُن وتختبئ.. وشاهدنا قيادات الجماعات الدينية يتم القبض عليهم من بيوتهم على حين يحتشد الشباب البرىء فى الشوارع منذ خمسة أيام من أجلهم وتبعًا لأوامرهم.a
أى عقل هذا؟ وأى منطق؟
لقد فطن المتدينون الحقيقيون الذين وهبوا أنفسهم للدعوة إلى الله أن معارك السياسة أقذر من أى يُزَج فيها بكلمات الله، فعارضوا الدكتور مرسى وخرجوا عليه.. أما طلاب الحكم فقد ألقوا بعصيهم وحبالهم وخيرة شبابهم- ما عدا أولادهم- فى معترك السياسة ليظلوا على هرم الحكم، وتجاهلوا الحقيقة الوحيدة، أن الشعب المصرى لن يتنازل عن ثورته.
مع تحيات مكتب الأستاذ محمد سالم للإستشارات القانونية
19ب عمارات العبور - صلاح سالم - القاهرة