أصبحت سياسة قطر الانتهازية تثير جدلا بين دول المنطقة لأنها تنفذ مخطط أمريكا وإسرائيل في إعادة ترتيب الشرق الأوسط, وذلك بتغيير بعض أنظمة الحكم من خلال مساندة بعض الأحزاب الإسلامية مثل ماجرى في ليبيا, وتونس, ومصر, واليمن,مستغلة مرور مصر بمرحلة انتقالية،وانشغال السعودية بأمورها الداخلية, معتمدة بذلك على أدواتها الإعلامية والمالية اللتان تلعبان دورا كبيرا في هذا التغيير. لقد رسمت أمريكا وإسرائيل لقطر للعب هذا الدور المشبوه مستغلة قناة الجزيرة في خلق الفتن والمشاكل في معظم الدول العربية حتى اندلع مايسمى بالربيع العربي, وكانت قطر أحد رعاته الأساسيين بدعم من أمريكا وإسرائيل اللتان استغلتا الإعلام والمال القطري لتحقيق أهدافهما في المنطقة العربية.فبدأت قطر في لبنان فلعبت على وتر الطائفية, واستطاعت شق المجتمع اللبناني إلى جبهتين, ودعمت إحداهما لتنفذ أهداف أمريكا وإسرائيل وذلك عن طريق خلق الفتنة بين السعودية وسوريا لتكون اللاعب الوحيد, وهذا يصب في خدمة إسرائيل لتامين حدودها.وبعد ذلك قامت قطر بتمويل الأحزاب الدينية في مصر, وليبيا, وتونس, واليمن, وحاليا سوريا, لكي تستحوذ على الحكم لخلق الفوضى, وتمزيق أوصال هذه الدول كما يحدث الآن, مما أدى إلى تصاعد الخوف في هذه الدول من المال القطري لدعم وتثبيت الأحزاب الإسلامية, لذلك تظاهر التونسيون أمام السفارة القطرية ضد دعمها المكشوف لحزب النهضة الإسلامي .ولم يقف دور قطر عند هذا الحد, بل امتد إلى دول الخليج حسب صحيفة المنار الفلسطينية, وذكرت المنار أن القيادة القطرية حاولت تنفيذ خطة مدمرة ضد دول الخليج المستقرة لزرع الفوضى عن طريق عمليات تفجير داخل المدن الرئيسية في الكويت, وسلطنة عمان, والإمارات العربية المتحدة, وكانت الإمارات أول من اكتشف الخلية التي دخلت أراضيها، حيث اعترف أعضائها بأنهم تلقوا تدريبات عسكرية في قطر, وتم ضبط أموال نقدية, وكشف مكان إخفاء الأسلحة والمتفجرات, واعترفوا عن معلومات خطيرة تتعلق بالأمن القومي لدول الخليج ومنها الكويت, حيث اطلعت السلطات الإماراتية القيادة الكويتية على هذه المعلومات التي ساهمت في إلقاء القبض على 3 خلايا تخريبية موجهة من قطر.ولم تنسى قطر الورقة الفلسطينية فتوجهت إلى حماس للضغط على السلطة الفلسطينية, وعملت على سحب مكاتبها من سوريا لاحتوائها خدمة لإسرائيل, وفتح المجال لإسرائيل بإدارة مباحثاتها مع السلطة الفلسطينية وفق شروطها .ولم يقف الأمر عند هذا الحد, فلقد قام أمير قطر بزيارة قطاع غزة تحت هدف كسر الحصار ومساعدة أهل غزة ,ولكن هدفه الحقيقي كان تعميق وتكريس الانقسام, وتطبيق مخطط إسرائيل بفصل الضفة الفلسطينية عن قطاع غزة, وإقامة دولة في قطاع غزة تدعمها قطر. ولم تتوقف خيانة قطر عند هذا الحد بل امتدت لتشمل إنهاء وحدانية التمثيل الفلسطيني من خلال القمة المصغرة التي اقترحها الأمير لإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني, بالإضافة إلى بناء قطر لمستوطنة صهيونية تحتوي على أكثر من 500 وحدة سكنية في الأراضي المحتلة هدية لفقراء اليهود, في الوقت الذي تساهم به قطر في الحصار المالي على السلطة الوطنية الفلسطينية من أجل الابتزاز السياسي, وإرضاءً الولايات المتحدة وإسرائيل.إن مكافآت قطر لإسرائيل لاتنتهى حسب تصرح سامي ريفيل مدير مكتب المصالح الإسرائيلية في قطر فقال: كان من الصعب علينا إقامة علاقات مميزة مع قطر لولا المساعدات التي قدمتها لنا الشركات القطرية, وأن انفتاحنا مع قطر يعود إلى عملها كساعي بريد في المنطقة, وتكليفها بنقل الرغبات الإسرائيلية ورسائل التهديد إلى الدول العربية, والجماعات, والكيانات الغير متعاونة مع التطلعات الإسرائيلية. وهذا يتطابق مع ماصرح به رئيس الموساد الاسرائيلى السابق شابتاي شافيت, حيث أكد أن قطر لعبت دورًا تاريخيًّا لصالح إسرائيل في المنطقة، بل أكثر من دور بريطانيا نفسها، مضيفاً أن الخدمات التي قدمتها قطر لإسرائيل تفوق بكثير تلك التي قدمتها إسرائيل للدوحة ، وأكد شافيت أن السياسة الخارجية لقطر تمثل الذراع السياسية لإسرائيل والولايات المتحدة في المنطقة. لقد تمادت قطر في وقاحتها بعد أن غرقت في مستنقع الخيانة, وأصبحت اللاعب والممول الاساسى في تنفيذ الخطط الأمريكية الاسرائلية الرامية لتقسيم دول المنطقة, وخلق شرق أوسط جديد، لعدم وجود موقف عربي قوي يوقفها عن التآمر على الدول العربية وفلسطين. هذه هي قطر ودورها المشبوه في المنطقة العربية, حيث تعمل على خلق الأزمات للدول والشعوب العربية ومن ثم تركهم لمصيرهم ليحاولوا بعد ذلك التركيز على الوضع الاقتصادي لهم, ومبتعدين عن الوضع السياسي حتى تتفرغ أمريكا وإسرائيل لتحقيق أهدافهم دون إزعاج أو اعتراض .اما بالنسبة للقضية الفلسطينية فهي البداية لقطر لتصفية الصراع العربي الإسرائيلي ، وترك القضية الفلسطينية التي تتعرض للتهويد والشطب من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل.
مع تحيات مكتب الأستاذ محمد سالم للإستشارات القانونية
19ب عمارات العبور - صلاح سالم - القاهرة